شعر في توحيد
صفحة 1 من اصل 1
شعر في توحيد
1 - قال الشاعر أبو العتاهية حين قال :
ألا إننا كلُّنا بائدُ *** وأيُّ بني آدمٍ خالدُ
وبدؤهمُ كان من ربِّهم *** وكلٌّ إلى ربه عائدُ
فيا عجباً كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحدُ
ولله في كلّ تحريكةٍ *** وفي كلِّ تسكينةٍ شاهدُ
وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ *** تـدلُّ عـلى أنـّه واحـدُ
2 - ويقول الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي :
هل في عقول الملحدين غباءُ *** أم في عيون الجاحدين عماءُ
أيُجوز عقلاً أنّ عقلاً مبدعاً *** قد أبدعته طبيعةٌ بلهاءُ
فإذا الطبيعة أدركتْ وتصرّفَتْ....قلنا الطبيعة والإله سواءُ
3 - ويقول الشاعر المصري أحمد شوقي في وصف الطبيعة :
تلك الطبيعة قف بنا يا ســـاري ***حتى أريك بديع صنع الباري
الأرض حولك والسماء اهتزتا *** لروائـــــــع الآيــــات والآثار
من كل ناطقة الجـــــلال كأنها *** أم الكتاب على لسان القــاري
دلت على ملك الملوك فلم تدع *** لأدلة الفقهــــــاء والأحبــــار
من شكّ فيه فنظرة في صنعــه *** تمحو أثيم الشــــك والإنكـار
ولقد تمر على الغدير تخاله *** والنبت مرآة زهَت بإطار
مدت سواعد مائه وتألقت *** فيها الجواهر من حصى وجمار
ينساب في مخضلة مبتلة *** منسوجة من سندس ونضارٍ
حلو التسلسل موجُهُ وخريرُه *** كأنامل سارت على أوتار
وترى السماء ضحى وفي جنح الدجا *** منشقة عن أنهر وبحار
في كل ناحية سلكت ومذهب *** جبلان من صخر وماء جاري
4 - ويقول الشاعر السوداني إبراهيم علي بديوي :
لله في الآفاق آيات لعلّ *** أقلها هو ما إليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب من عافاكا؟
قل للصحيح يموتُ لا مِنْ عِلّةٍ *** مَنْ بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذرُ حفرةً ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحامِ *** بلا اصطدام من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولاً بلا *** راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله من ياصبح صاغ ضحاكا؟
ستجيب ما في الكون من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا !
والله في كلِّ العجائب ماثلٌ *** إنْ لم تكنْ لتراه فهو يراكا؟
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا أيها الإنـسـان مهلاً مالذي *** بالله جـل جـلاله أغــراكا؟
5 - ويقول شاعر آخر :
راح يقوى على المدى إيماني *** فبربي قد امتلا وجداني
قيل لي: هل عرفته بدليل *** أو بحس شهدته أو عيان؟
قلت كلا ايمان قلبي أقوى *** من دواعي الحواس والبرهان
واضحٌ لي وضوح روحي وعقلي *** ماثل في مداركي ككياني
هو رمز الوجود سرّ التجلي *** هو روح الاكوان،معنى المعاني
كـلما عـفته ، رجعـتُ اليه *** كرجوع الأفـياء للأغـصان
فاعتقادي بالله سر وجودي * وجحودي له..آنتحارثاني !
6 - ويقول الفيلسوف أبي حامد الغزالي ، جواباً لمن سأله كيف استوى الله على عرشه :
قل لمن يفهم عنّي ما أقول *** قَصِّرْ القولَ فذا شرحٌ يطول
ثََـمَّ سِـرٌّ غامـضٌ مـِنْ دونـه *** قََصُرَتْ واللهِ أعناقُ الفحول
أنـت لا تـعـرف إيّـاك ولا *** تدرِ مَنْ أنتَ ولا كيف الوصول
لا ولا تدري صِفَاتٍ رُكِّبَتْ *** فيك حارتْ في خفاياه العقول
أين منك الروح في جوهره *** هل تراها فترى كيف تجول
وكذا الأنفاس هل تحصرها *** لا ولا تدري متى عنك تزول
أين منك العقل والفهم إذا *** غلب النوم فقلْ لي يا جهول
أنـت أكـلُ الـخبـزِ لا تـعـرفه *** كيف يجري منك أم كيف تبول
فـإذا كانـت طوايـاك الـتـي *** بين جنبيك كذا فيها ضلول
كيف تدري من على العرش استوى *** لا تقل كيف استوى كيف النزول
فـهو لا أيـن ولا كـيف لـه *** وهو ربُّ الكيفِ والكيفُ يحول
وهو فوقَ الفوقِ لا فوقَ لهُ *** وهو في كلِّ النواحي لا يزول
جـلّ ذاتـاً و صفـاتاً و سمـا *** وتـعالى قـدره عمـّا تـقول
7 - وأخيراً يقول ابن أبي الحديد المعتزلي جوابا لمن سأله عن ماهية ذات الله :
تاه الأنام بسكرهم فلذاك صاح القوم عربد
تا الله لا موسى الكليم ولا المسيح ولا محمد
كلا ولا النفس البسيطة لا ولا العقل المجـرد
علموا ولا جبريل وهو إلى مكان القدس يصعد
من كنه ذاتك غير أنك أوحدي الذات سرمد
فليخسأ الحكماء عن حرم له الأملاك سجد
من أنت يا رسطو ومن أفلاط قبلك يا مبلد
ومن ابن سينا حين هذب ما اتيت به وشيد
ما انتموا إلا الفراش رأى السراج وقد توقد
فدنا فأحرق نفسه ولو اهتدى رشدا لأبعد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى