هل أعيش غريبة ؟؟
اركون توفيق :: الفقه
صفحة 1 من اصل 1
هل أعيش غريبة ؟؟
هل أعيش غريبة ؟؟
قالت إحدى الأخوات في رسالة لها :: ( لا ، ثم لا ، و الذي نفسي بيده لن أترك طريق الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضوان الله عليهم لن أترك طريق الدعوة مهما اتهمتموني بالرجعية و التخلف ، مهما عشت غريبة بينكم .. و طالت غربتي ..)
أما الأخرى فتقول :: ( لماذا نحن المستقيمات نجد الانتقاد و الكلمات الجارحة و السخرية بأقوالنا و أفعالنا .. هل ما نفعله هو الغريب ؟ و ما يفعله الآخرونمن معاصي و منكرات هو الصحيح ؟؟ لماذا توضع أكثر الأخطاء و اللوم و العتاب علينا ألأننا مستقيمات ؟
::::::::::::::::
و هكذا أهل الاستقامة يشعرون بغربة كلما كثرت الفتن فصبراً معاشر الأخوة و الأخوات ..
لقد جاهدتم أنفسكم على ترك السيئات و صبرتم عن الشهوات و لسان حالكم يقول ( إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً ) فأبشروا يوم يقال لكم ( إن هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم مشكوراً ) ..
إذاً .... أيها الصالحون و الصالحات ثبت الله قلوبكم .. لا تستوحشوا إذا قل السائرون في طريقكم .. و لا تيأسوا إذا لم يسمع الناس لكم ، و لا تضعفوا إذا كثر الساخرون و المستهزئون بكم .. و تأملوا هذا الكلام النفيس لابن القيم يقول : ( و لما كان طالب الصراط المستقيم طالباً أمراً كثير من الناس ناكبون عنه مريداً لسلوك طريق مرافقوه فيها في غاية القلة و العزة ، و النفوس مجبولة على وحدة التفرد و على الأنس بالرفيق نبه الله سبحانه على الرفيق في هذا الطريق و أنهم هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً .. فأضاف الصراط المستقيم إلى الرفيق السالكين له و هم الذين أنعم الله عليهم .. ليزول عن الطالب للهداية و سلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه و بني جنسه و ليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له ، فإنهم هم الأقلون قدراً .. و إن كانوا الأكثرين عدداً .. كما قال بعض السلف : عليك بطريق الحق و لا تستوحش بقلة السالكين .. و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .. و كلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق و احرص على اللحاق بهم و غض الطرف عمن سواهم ، فإنهم لن يغنوا عنهم من الله شيئاً .. و إذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم .. فإنك متى التفت إليهم أخذوك و عاقوك ..
و ضرب لذلك مثلاً أ الظبي ) أشد سعياً من الكلب لكنه إذا أحس به التفت إليه فيخف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه ،
و القصد .. أنه في ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد و يحث على السير و التشمير للحاق بهم ، و هذه إحدى الفوائد في دعاء القنوت .. ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) .. أي أدخلني في هذه الزمرة و اجعلني رفيقاً لهم و معهم ..انتهى كلامه في المدارج ...
النص السابق من شريط قلائد الحمد للشيخ الدويش جزا الله خيراً ..
__________________
قالت إحدى الأخوات في رسالة لها :: ( لا ، ثم لا ، و الذي نفسي بيده لن أترك طريق الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضوان الله عليهم لن أترك طريق الدعوة مهما اتهمتموني بالرجعية و التخلف ، مهما عشت غريبة بينكم .. و طالت غربتي ..)
أما الأخرى فتقول :: ( لماذا نحن المستقيمات نجد الانتقاد و الكلمات الجارحة و السخرية بأقوالنا و أفعالنا .. هل ما نفعله هو الغريب ؟ و ما يفعله الآخرونمن معاصي و منكرات هو الصحيح ؟؟ لماذا توضع أكثر الأخطاء و اللوم و العتاب علينا ألأننا مستقيمات ؟
::::::::::::::::
و هكذا أهل الاستقامة يشعرون بغربة كلما كثرت الفتن فصبراً معاشر الأخوة و الأخوات ..
لقد جاهدتم أنفسكم على ترك السيئات و صبرتم عن الشهوات و لسان حالكم يقول ( إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً ) فأبشروا يوم يقال لكم ( إن هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم مشكوراً ) ..
إذاً .... أيها الصالحون و الصالحات ثبت الله قلوبكم .. لا تستوحشوا إذا قل السائرون في طريقكم .. و لا تيأسوا إذا لم يسمع الناس لكم ، و لا تضعفوا إذا كثر الساخرون و المستهزئون بكم .. و تأملوا هذا الكلام النفيس لابن القيم يقول : ( و لما كان طالب الصراط المستقيم طالباً أمراً كثير من الناس ناكبون عنه مريداً لسلوك طريق مرافقوه فيها في غاية القلة و العزة ، و النفوس مجبولة على وحدة التفرد و على الأنس بالرفيق نبه الله سبحانه على الرفيق في هذا الطريق و أنهم هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً .. فأضاف الصراط المستقيم إلى الرفيق السالكين له و هم الذين أنعم الله عليهم .. ليزول عن الطالب للهداية و سلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه و بني جنسه و ليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له ، فإنهم هم الأقلون قدراً .. و إن كانوا الأكثرين عدداً .. كما قال بعض السلف : عليك بطريق الحق و لا تستوحش بقلة السالكين .. و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .. و كلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق و احرص على اللحاق بهم و غض الطرف عمن سواهم ، فإنهم لن يغنوا عنهم من الله شيئاً .. و إذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم .. فإنك متى التفت إليهم أخذوك و عاقوك ..
و ضرب لذلك مثلاً أ الظبي ) أشد سعياً من الكلب لكنه إذا أحس به التفت إليه فيخف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه ،
و القصد .. أنه في ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد و يحث على السير و التشمير للحاق بهم ، و هذه إحدى الفوائد في دعاء القنوت .. ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) .. أي أدخلني في هذه الزمرة و اجعلني رفيقاً لهم و معهم ..انتهى كلامه في المدارج ...
النص السابق من شريط قلائد الحمد للشيخ الدويش جزا الله خيراً ..
__________________
اركون توفيق :: الفقه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى